كتب – مسعد قاسم
انفرد الصوفية الأوائل بتأسيس منهج السلوك والتزكية والأخلاق الذي قام على الزهد والتقلل من متاع الدنيا وتهذيب شهوات النفس .
غير أن منهج التصوف عبر تاريخه واجه الكثير من المشكلات التي غيرت مسار بعض مدارسه وغيرت النظرة إليه في عيون كثير من أهل العلم .
فكان من جملة الإشكالات جنوح بعض الصوفية إلى البوح بالأسرار المذاقية ونواتج السلوك الصوفي . مما وضع الصوفية المحافظين في حرج مع أهل السنة . فصاروا في مرمى الاتهام بالتحلل من الشريعة والحلول والاتحاد ووحدة الوجود وما اليه .
وكانت اكبر مشكلات التصوف في العصر الحديث انتماء قطاع ضخم من العوام إلى التصوف في ظل ظروف كثيرة . فبدلوا وغيروا في أصول التصوف حتى صار التصوف مرتعا لأفكار ومفاهيم لا تمت للمنهج الصوفي الأصيل بصلة .
وقد بذل علماء التصوف عبر القرون جهودا حثيثة من أجل إعادة التصوف إلى مساره الصحيح. وتنقيته من هذه الإشكالات التي لحقته .
وكان من جملة من حارب لأجل هذا الهدف السامي الشيخ محمد زكي ابراهيم العالم الازهري الثائر للحق الذي كرس وقته وجهده في تنقية التصوف من المدخلات التي حادت به عن الجادة وأنار الطريق لكل من جاء بعده .
حول شخصية الشيخ محمد زكي ابراهيم ومنهجه التجديدي تقدم الدكتور أحمد خميس شتيه مدرس الدراسات الإسلامية بكلية الآداب جامعة دمنهور ببحثه مشاركا في المؤتمر العلمي الدولي الثالث بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنوفية .
جدير بالذكر ان د. أحمد شتيه وجه أبحاثه لخدمة التصوف وتجديده منذ اطروحته للدكتوراه والتي كانت عن التأصيل الشرعي للتصوف