حمدوك في معقل الحركة الشعبية “كاودا” بعد عزلة 9 سنوات

0 412

 

 

متابعه – مسعد قاسم

وصل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك إلى مدينة كاودا بولاية جنوب كردفان، في أول زيارة لمسؤول حكومي لهذه المنطقة التي تسيطر عليها الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو منذ 9 سنوات. 

وحظي حمدوك ووفده المرافق باستقبالات حاشدة في مدينة كاودا من السكان وقيادات الحركة الشعبية، يتقدمهم الجنرال عبدالعزيز الحلو.

وغادر رئيس وزراء السودان إلى مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان فجر الخميس، ومنها استقل طائرة مروحية تتبع لبرنامج الغذاء العالمي إلى كادوا.

ورافق حمدوك وزراء الإعلام فيصل محمد صالح والصحة أكرم علي التوم والزراعة، بالإضافة إلى المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي.

ووصف حمدوك في تغريدة على صفحته بـ “تويتر” الزيارة بالتاريخية والمهمة، وهي تلبية للدعوة الكريمة التي تلقاها من القائد عبدالعزيز الحلو، قائلاً: “إنها لن تكون الأخيرة من نوعها”.

وأضاف “هذه فرصة عظيمة لأؤكد لأهلنا في كاودا ولجميع السودانيين أن حكومتكم الانتقالية تسعى جاهدة لتحقيق السلام الشامل والعادل، وأنها تُولي اهتماماً متعاظماً بجميع مناطق السودان، خاصة المناطق المتأثرة بالحرب والتي ظلّت مهمشة لعقود طويلة”.

اخبار مشابهة
1 من 45

وأكد أن الحكومة تدرك حجم المعاناة والظلم الذي تعرض إليه السكان في “كاودا”، كما تدرك وتقدر كفاحهم ونضالهم من أجل بناء سودان يسع جميع السودانيين بتنوعهم واختلافاتهم.

وتابع “دعوني أقولها بكل صدق وإخلاص لأهلنا في كاودا أنه على الرغم من سياسات التهميش والتغييب التي مارسها النظام البائد في حقكم إلا أنكم لم تخرجوا عن عقولنا وقلوبنا”.

وشدد حمدوك على أن السلام واجب وأولوية ولن يتم تجاهله، قائلاً: “إن الشعب السوداني عانى معاناة كبيرة ولن تكتمل الثورة ما لم تؤخذ مظالم الذين تم استهدافهم بصورة ممنهجة من قبل النظام السابق”.

وزاد “زيارتي إلى كاودا هي خطوة مهمة للاعتراف بذلك”.

وأكد أن السلام لن يتحقق ما لم تلتزم الحكومة والشعب بإيجاد حلول هادفة وعادلة للصراع، مضيفا “أتطلع بصورة شخصية لهذه الحقبة الجديدة من الأمل والتعاضد بين كافة مكونات الشعب السوداني الذي أحدثته ثورة ديسمبر المجيدة”.

وظلت كاودا معزولة تماماً طوال 9 سنوات بسبب الحرب الضارية بين حكومة الرئيس المعزول عمر البشير، ووصلها مدير برنامج الغذاء العالمي لأول مرة بعد نجاح الثورة الشعبية وتشكيل حكومة انتقالية، والتي سمحت له بهذه الزيارة التاريخية.

وظل الرئيس المعزول عمر البشير طيلة السنوات الماضية يتوعد بأنه سيصلي فريضة الجمعة بكاودا بعد طرد الحركة الشعبية المسلحة منها، لكنه فشل حتى رحل من السلطة بثورة شعبية 11 أبريل/نيسان الماضي.

ولم تتحقق أمنية الرئيس المعزول بصلاة يوم الجمعة في كاودا، بعد سعي حثيث وأعمال عسكرية أحبطتها دفاعات الحركة الشعبية شمال، وبات رئيس الوزراء عبدالله حمدوك على مقربة من الصلاة في هذه المنطقة بأمر الثورة الشعبية ودون الحاجة لإطلاق رصاصة واحدة.

وكانت تهديدات “البشير” باجتياح كاودا تثير سخرية وتنمر الأوساط السودانية، لا سيما أن منسوبي الحركة الشعبية كانوا يفترشون “مصلاية” بجانبها “أبريق للوضو” في كل يوم جمعة، وينشرون صورها على وسائل التواصل الاجتماعي كنوع من التجهيز للرئيس لأداء الفريضة بطرفهم، في مشاهد ساخرة.

اترك رد