بين الجونة و المهرجان القومى للمسرح.. فشل لجنة الإعلام ام ضياع الهدف؟

0 74

كتب المستشار صموئيل اديب
عضو جمعية المراسلين الاجانب في مصر

اخبار مشابهة
1 من 50

هل الإعلام يجب أن يقدم الحقيقة للشعب أو يقدم ما يريده الشعب؟
سؤال قديم وعقيم… و لكنه يحتاج إلى إجابة، و الإجابة ليست سهلة كما تعتقد..
انت تابعت مهرجان الجونة السينمائي الدولي ولاحظت أن التركيز كله منصب على أزياء الفنانين كأنه مهرجان لعرض الأزياء وليس مهرجان سينمائي دولي يعرض فيه أهم الأفلام و منها التي حصلت على جوائز دولية..
ولم ترى في التقارير المصوره او المكتوبه على كل مواقع التواصل الاجتماعي غير عرض للأزياء ومصممين الأزياء..
واختفى النصف الآخر من الصورة وهى فعاليات المهرجان الفنية والسينمائية ..
بل و اختفت مجموعة كبيرة من الفنانات صاحبات اطلالات راقية ومنهن أيضا المحجبات
إذا هل قدم لك الإعلام الحقيقية كاملة ؟.. الإجابة لا بالتأكيد
و إلا فأين قائمة أسماء الأفلام المشاركة،اين تفاصيل فعاليات المهرجان من ورش وندوات فنية ومؤتمرات صحفية، اين قائمة النقاد أو الضيوف الأجانب او لجان التحكيم أين كل هذه التفاصيل !
إذا لماذا ركز الإعلام المرئي و السوشيال ميديا على الفساتين و لم ينقل لنا الحقيقة كاملة؟ لأنه ببساطة اتبع مبدأ :قدم للناس ما تريده فقط… فمعظم الشعب لا يهتم بأسماء الأفلام.. و لكنه يهتم ويتابع الفضائح والسقطات والعري .. إما دفاعا عن الفضيلة أو تنفيثا لرغباتٍ مكبوته… و في الحالتين… نجح الإعلام في أن يكسب ترند على حساب نقل الحقيقة و الثقافة…
هل أخطأت اللجنة الإعلامية للمهرجان؟
ربما…لأنه كان هناك تقصيرا واضحا.. فواحدة من أهم مهام اللجنة الإعلامية الأساسية هي نشر متابعات يومية لكل فعاليات المهرجان..في شكل بيانات و فيديوهات توضح قيمة و أهمية المهرجان و تكون عامل مؤثر في الجرائد و السوشيال ميديا لكى تعادل الكفة.
ولكن الذي حدث فشل كبير اللجنة الإعلامية لمهرجان الجونة الدولي.. حتي في إعداد المذيعات و المذيعين الذين لم يجدوا اسئله يسألونها سوى من أين اشتريت الفستان و من صمم الفستان!!!! فهذا فشل للمعدين المسؤولين عنهم… فيجب أن تكون هناك لائحة بالأسئلة التي أعدها أشخاص متفهمون لأهمية المهرجان ليكون لدينا تسجيلات مع النجوم تليق بحجم المهرجان… لا أن تكون الأسئله كلها تدور حول الفستان و من صنعه !!!
.. فبالرغم من أن المهرجان القومى للمسرح المصري، مهرجان حكومي لا يمتلك ربع إمكانيات مهرجان الجونة، إلا أنه امتلك فريقي عمل رائعين.. فريق لجنة الإعلام و فريق نشرة المهرجان.. فالأول استطاع أن يمهد للمهرجان بطريقه واعيه قويه و قدم معلومات تستحق التقدير.. و الثاني استمر يوميا في عمل نشرات مطبوعة بكل المسرحيات و نقدها الفنى المحترم و بكل فاعليات المهرجان من ورش عمل وندوات نقدية.. التي استغلها الفريق الأول لكي ينشرها في الفضائيات.. لينتهي المهرجان و قد ترك للتاريخ العشرات من المجلات و الجرائد التي وثقت كل شيء لكي تكون مرجعاً بعد سنوات لكل باحثِ في المسرح أو في رسائل الدكتوراه..
بينما ترك الجونة ملايين الفيديوهات و المقالات التى تحدثت عن ” فساتين الجونة” بالرغم انه احتوى على العديد من الأشياء الناجحة مثل ورش عمل و منتديات فنية مهمة و تجمع ثري لكبار العاملين بمجال الإعلام والصحافة …
في النهاية… ليس المهم أن تصنع شيئا جيدا.. الأهم أن تتأكد أن لجنة الإعلام تفهم عملها و أهميته لكي تقدم ما تفعله للجمهور بشكل لائق يبقى ذكرى عطره للتاريخ

اترك رد