“مواقع التجسس الإجتماعي”

0 317

كتب /عبدالعزيز جمال عامر

اخبار مشابهة
1 من 50

-لعل المعلومات هي خزينة الذهب فى القرن الحادي والعشرين، ومفاتيح تلك الخزينة هي أيقونات مواقع التواصل الإجتماعي التي تحولت من كونها مواقع تواصل إجتماعي إلى كونها مواقع تجسس إجتماعي، وبيع للمعلومات!
-باتت الخدمة المجانية التي تقدمها مواقع التواصل الإجتماعي لمستخدميها سواء أكانت “فيس بوك، واتس آب، ماسينجر، إنستغرام”.. تساوي مقابل، وذلك المقابل “معلومات المستخدمين”!
-فمعلومات المستخدمين الذين يبلغ عددهم نحو (٢) مليار مستخدم.. باتت كنزًا كبيرة.. يجب الإستفادة منه.
فشركة فيس بوك، والتي قامت بشراء تطبيق “واتس آب” فى فبراير عام (٢٠١٤) بمبلغ (١٩) مليار دولار.
-إنتهجت نهجنًا جديدًا من أجل زيادة الأرباح وهو بيع معلومات المستخدمين لشركات الإعلانات، فعلي سبيل المثال: “إذا كنت تتحدث مع أحد أصدقائك.. أنك تنتوي شراء نوعًا جديدًا من الهواتف المحمولة.”
فستجد تلقائيًا إعلانات عن تلك الهواتف فى صفحتك الخاصة علي فيس بوك، بل وستجدها بالأسعار التي تتناسب معك!
وقياسًا علي ذلك أشياءًا كثيرة.
-ولعل المفارقة هنا تكمن فى لماذا شركة “فيس بوك” لا تعطي المعلومات التي تتراسلها الجماعات المتطرفة عبر تطبيقاتها المختلفة.. بشكل أسرع للدول التي تطلب منها ذلك؟!
فهل الترويج للمنتجات أهم من الكشف عن أولئك الذين يسعون إلى التفجيرات؟!!
-ولعل المفارقة الأهم أن تحديثات تطبيق “واتس آب” الجديدة، والتي سوف يتم تطبيقها فى (٨ فبراير ) القادم، والتي تتطلب الموافقة علي الكثير من المعلومات التي تخترق الخصوصية، لا تطبق علي دول الإتحاد الأوروبي، وبريطانيا!
باتت “فيس بوك” تسير بمنهجية أن مجانية تطبيقاتها تساوي معلومات مستخدميها.. لأن تلك المعلومات هي فى نظر “فيس بوك” تساوي المليارات.
-فمواقع التواصل الإجتماعي التي تستطيع أن تري وتعرف فى ماذا يفكر مستخدميها، وتسطيع أن تقوم بتعطيل حسابات مستخدميها مثل “تويتر” الذي قام بتعطيل حساب الرئيس “دونالد ترامب” بسبب تغريدته الأخيرة.. لا تستطيع أن تقوم بالإبلاغ عن الجماعات المتطرفة التي تخطط وتفجر.. يالها من مفارقات مذهلة!
-وفى الحديث عن أن هناك تطبيقات أكثر أمانًا وأكثر حماية للخصوصية.. مثل “تيلجرام” أو “سيجنال” ففى قولةٍ واحدةٍ: “أنه لا ثقة فى أي تطبيق.. فهذه التطبيقات.. بمجرد أن يزداد عدد مستخدميها.. ستتحول من حماية إلى تجسس لأن شركات الإعلانات سوف تتهافت عليها من أجل ترويج منتجاتها لمستخدمين.”
-نحن إزاء واقع يفرض نفسه علينا وهو أننا من الصعب أن نقوم بالإستغناء عن تلك التطبيقات التي باتت شيئًا أساسيًا فى حياتنا، ولكن الأهم هو الحرص فى إستخدامها قدر الإستطاعة.

اترك رد