متابعه – مها محمود
دعا نشطاء ليبيون قبائل الجنوب الليبي خاصة بمدينة سبها إلى تطويق كافة المشاكل الاجتماعية والقبلية للتفرغ لمواجهة انتشار خلايا تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من تركيا في أماكن متفرقة من المدينة.
وأمس الخميس شهدت مدينة سبها توقيع أول ميثاق تصالح بين قبائل سبها بحضور لفيف من قبائل المدينة التي بارك هذه الخطوة.
ويرى مراقبون أنه على قبائل الجنوب الليبي مد أيادي المصالحة الوطنية لبناء مستقبل واعد بعيدًا عن الإرهاب والتطرف والصراعات السياسية التي تغذيها أطراف خارجية همها الوحيد رؤية ليبيا غارقة في مشاكلها الداخلية ومكسورة الإرادة.
تحديات كبرى
تنازل مشايخ قبليتي القذاذفة وأولاد سليمان عن حقهم المدني والجنائي بخصوص قضايا القتل العالقة بين القبيلتين، في إشارة لتكاتفهما ودعمهما للجيش الليبي في مواجهاته ضد عناصر تنظيم داعش بالمدينة.
ويرى الناشط المدني الليبي خالد احمودة أنه على قبائل سبها تطويق كافة المشاكل الاجتماعية، ومعالجتها كي لا تستفحل خصوصًا بعد التحديات الكبرى التي تواجهها المنطقة الجنوبية بعد انتشار خلايا تنظيم داعش الإرهابي المدعوم من تركيا في أماكن متفرقة منها.
وقال احمودة إن وجود القوات المسلحة الليبية قلب معادلة الخلل الأمني الذي أدخل مدينة سبها في فوضى عارمة طيلة السنوات الماضية، خصوصا مع انتشار السلاح والإرهاب والمرتزقة.
ولفت إلى أن المصالحة بين أطراف النزاع في مدينة سبها ستأتي ثمارها على مختلف الصعد، وستكون بمثابة الخطوة الأولى باتجاه التفاف الأهالي حول الجيش الوطني الليبي.
واعتبر الناشط الليبي أن الخطر القادم سيطالهم جميعًا، والحرص والوعي مطلوبان لتجاوز الأزمات الأمنية، كذلك الالتفاف على قيادة القوات المسلحة العربية الليبية الساعية لضرب الإرهاب والتطرف في كافة ربوع ليبيا وتجفيف منابعه وإعطاء الفرصة للقضاء والقانون لتسوية الأشياء العالقة بينهم.
تسوية الخلافات
يرى منسق حركة الشباب بالحركة الوطنية الشعبية عن مدينة سبها سعيد محمد الحضيري أن “على قبائل المدينة مد أيادي المصالحة الوطنية لبناء مستقبل واعد بعيدًا عن الإرهاب والتطرف والصراعات السياسية التي تغذيها أطراف خارجية همها الوحيد رؤية ليبيا غارقة في مشاكلها الداخلية ومكسورة الإرادة”.
ودعا الحضيري شباب مدينة سبها إلى نسيان الماضي وتجنيب مدينتهم ويلات الانقسام والحروب، خصوصًا مع تنامي تيارات الإسلام السياسي المتطرفة في أجزاء واسعة من ليبيا.
بدوره، يقول عمر الفاخري، أحد أعيان الجنوب الليبي، إن تسوية الخلافات في المنطقة ركيزة أساسية على الطريق الصحيح نحو وطن آمن يسع جميع مكوناته الاجتماعية.
وأضاف الفاخري أن التفاف شباب المناطق مع الجيش الوطني الليبي وتكوين غرف عمليات سرية في كافة المناطق ترمن الأحياء والشوارع من الدخلاء والتنظيمات الإرهابية، شيء بالغ الأهمية.
ويرى الفاخري أنه على القبائل انتهاج طريق قبيلتي القذاذفة وأولاد سليمان في التآخي والمصالحة حتى لا نفسد ما صنع الأجداد ولنترك للأحفاد إرثًا يفخرون به.
ودعا أبناء المنطقة الجنوبية لنصرة الجيش الليبي والأجهزة الأمنية “حتى تعود الأمور لنصابها وتعود ليبيا وطنا مستقرا ينعم أهله بخيراته”.
وتمكنت قوات الجيش الليبي، الثلاثاء، من القضاء على خلية إرهابية خطيرة تابعة لتنظيم داعش من متعددي الجنسيات بعد معركة استمرت لأكثر من ستة ساعات في مدينة سبها.
وأكد اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي أن العملية تمت بعد ورود معلومات بتعيين أمير جديد لداعش كان في سرت وذهب إلى الجنوب بعد مقتل الأمير السابق محمود البرعصي في عملية سابقة وتم القضاء عليه خلال العملية.
وشدد المتحدث باسم الجيش الليبي على أن الجنوب الغربي الليبي يتعرض لاختراقات من التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن القوات المسلحة تعاملت مع خلايا في مناطق من غدوة إلى أم الأرانب ومرزق.