متابعة – اميرة قاسم
في الوقت الذي يهاجم فيه النظام التركي رحلة السلام التاريخية بين إسرائيل والإمارات، يوم الإثنين، تناسى رجب طيب أردوغان أن سماء بلاده تعج بالطائرات الإسرائيلية ذهابا وإيابا استكمالا للعلاقات التي يقيمها الجانبان منذ عام 1949 حينما رفرف العلم فوق مبنى سفارة أنقرة في تل أبيب.
تناقضات أنقرة الحليف القوي لتل أبيب وصاحبة العلاقات التجارية والاقتصادية معها، تظهر دوما أسلوب تركيا في إحداث ضجيج أصوات دون أي فعل على الأرض كما هو الحال في متاجرتها بالقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، سعيا وراء اكتساب مكانة زائفة، لم تقدم في الواقع ما يبرهن على ذلك.
ففي دليل آخر على تلك التناقضات المساحة الكبيرة التي تفردها الخطوط الجوية التركية، على موقعها الإلكتروني عبر الإنترنت، أمام المسافرين الراغبين بزيارة إسرائيل، وكل المعلومات التي يحتاجها المغادر أو القادم، في مؤشر على انتعاش حركة الطيران بين البلدين.
وفي الوقت الذي ترفض فيه أنقرة رحلة الطيران التجارية الأولى بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، فإن تاريخ حركة الطيران التركي الإسرائيلي يعود إلى عشرات السنين، برحلات سياحية وتجارية ودبلوماسية، ورحلات عبور.
ووصلت يوم الإثنين الماضي الرحلة الجوية الأولى بين الإمارات وإسرائيل، كأولى الخطوات على طريق تطبيق معاهدة السلام التي وقعها البلدان برعاية أمريكية في الـ 13 من الشهر الماضي.
وفي بحث لـ”العين الإخبارية” على موقع سلطة الطيران الإسرائيلية عبر الإنترنت، فإن أربع رحلات طيران من مطار بن غوريون في تل أبيب، ستقلع يوم غد الخميس إلى مدينة إسطنبول التركية. وهي رحلات مجدولة سلفا وستقلع في موعدها.
وتفتح سلطة الطيران الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني، المجال أمام المسافرين إلى تركيا، لحجز رحلاتهم إلكترونيا إلى إسطنبول أو أي من مطارات تركيا، مع وجود مقاعد شاغرة، في خطوة تعكس حجم التعاون بين البلدين في صناعة السفر والسياحة.
بينما أظهر رصد لموقع “العين الإخبارية” بالرجوع إلى بيانات السياحة الصادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي، أن قرابة 33.2 ألف سائح من تركيا زاروا إسرائيل خلال العام الماضي 2019، بمتوسط شهري 2766 سائحا، وفق الأرقام.
كذلك فإن أكثر من 4 رحلات يوميا تنطلق من الأراضي التركية إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي في مدينة تل أبيب، وهو مؤشر يعكس حجم الطلب التركي على السفر إلى إسرائيل، بحسب ما يظهره عدد الرحلات القادمة أو المغادرة.
وتشير بيانات الملاحة إلى أن شركة الخطوط التركية هي ثاني ناقل جوي في إسرائيل بعد شركة “إل عال” الإسرائيلية، وحتى عندما توترت العلاقات “ظاهريا” بين البلدين لم تنقطع هذه الصلة الوثيقة.
ووفق معلومات أوردها موقع “جلوبس” المختص في الاقتصاد الإسرائيلي، خلال وقت سابق من الشهر الجاري، يبلغ عدد الرحلات الأسبوعية حاليا بين تركيا وإسرائيل 17، بينما كان الرقم يبلغ 70 رحلة أسبوعيا قبل أزمة فيروس كورونا.
وفي يوليو/تموز الماضي، استأنفت شركة الطيران التركية تسيير الرحلات بين تل أبيب وإسطنبول، بعد توقف دام عدة أسابيع بسبب إجراءات دولية لمنع تفشي فيروس كورونا.
التبادل التجاري
وعلى الصعيد التجاري، ووفق بيانات وزارة التجارة التركية، صعد حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا في 2019 بمقدار 232 مليون دولار إلى 5.8 مليار دولار، مقارنة مع 5.57 مليار دولار في 2018، و4.9 مليار دولار في 2017.
وأوردت وزارة التجارة التركية أن إجمالي قيمة صادرات تركيا إلى إسرائيل بلغ 4.1 مليارات دولار في 2019، بينما تجاوزت الواردات من إسرائيل 1.7 مليار دولار.
ووقع البلدان على اتفاقية التجارة الحرة في 14 مارس/آذار 1996 في القدس، ودخلت حيز التنفيذ في 1 مايو/أيار 1997، حيث تم إلغاء التعريفات الجمركية والحواجز غير الجمركية في التجارة بين الطرفين.
وتغطي الاتفاقية أيضا العديد من المجالات المتعلقة بالتجارة مثل تدابير الصحة والصحة النباتية والضرائب الداخلية وميزان المدفوعات والمشتريات العامة ومساعدات الدولة وحقوق الملكية الفكرية ومكافحة الإغراق وتدابير الحماية وقواعد المنشأ.
وانطلقت العلاقات التركية الإسرائيلية عام 1949، ولم تتأثر بتولي حكومة العدالة والتنمية الإخوانية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002؛ إذ عمل الحزب بقيادة أردوغان على تعزيز الاتفاقات السابقة مع إسرائيل، غير آبه بتناقض خطابه الذي يظهر حماسه للقضية الفلسطينية.
وتعتبر إسرائيل واحدة من أهم 5 أسواق تسوّق فيها تركيا بضائعها.