متابعة – اميرة قاسم
بعد أن بقي المرشح الديموقراطي إلى البيت الأبيض جو بايدن محتجزا في منزله لأكثر من شهرين، جراء تفشي فيروس كورونا، منحته الاحتجاجات الجارية في الولايات المتحدة ضد العنصرية، فرصة لاستعادة الأضواء مجددا، بأسلوب قيادة مناقض لما يتبعه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي سيقابله في الانتخابات القادمة.
فوفاة الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، مختنقا تحت ركبة شرطي، في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، أدت إلى تغيير المعطيات بالنسبة لبايدن، إذ بات اختيار مرشحة سوداء لأول مرة لمنصب نائب الرئيس أمراً يفرض نفسه في هذا البلد.
3 نساء من السود على رادار باين
وقد تحدثت كل من السيناتورة كامالا هاريس الأوفر حظاً، والنائبة فال ديمينغز أو رئيسة بلدية أتلانتا كيشا لانس بوتومز، بانفعال وشغف عن المشاعر التي اجتاحت الولايات المتحدة، لدى رؤية فلويد يلفظ أنفاسه تحت ركبة الشرطي.
لكنهن تحدثن أيضاً عن تجربتهن الخاصة كنساء سوداوات البشرة في الولايات المتحدة، وارتفعت حظوظهن على مواقع المراهنة على الإنترنت لمنصب نائب الرئيس القادم للبيت الأبيض على قائمة جو بايدن.
وفي هذا الصدد، قال دانيال جيليون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، إن الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي “يطالبون بنائبة رئيس سوداء البشرة”.
ويتزامن هذا مع مطالبة المتظاهرين الذين يحتشدون منذ وفاة فلويد، بالعدالة والتغيير. في مشهد انعكس على مواقع المراهنات.
ويحظى نائب الرئيس السابق باراك أوباما لثماني سنوات، على شعبية كبيرة لدى الأمريكيين السود، وهم ناخبون أساسيون لكل مرشح ديمقراطي يحلم بالوصول إلى البيت الأبيض.
لكنه لا يسلم من الانتقادات لمواقف سابقة له أو تعليقات أثارت موجة تنديد، على غرار تصريحه في مايو/آيار الماضي، لمقدم إذاعي بأنه لن يُحسب “أسود” إن فكر في التصويت لترامب، إلا أن بايدن سارع إلى تقديم اعتذاراته.
حظوظ البيض تتراجع
وهكذا تراجعت حظوظ ثلاث مرشحات، جميعهن من البيض، بعد أن كن قبل ثلاثة أسابيع الأوفر حظاً. وهن عضوتا مجلس الشيوخ والمرشحتان السابقتان للبيت الأبيض إليزابيث وارن وإيمي كلوبوبشار، أو حاكمة ميشيغان غريتشين ويتمان.
وفي مارس/آذار الماضي، وعد بايدن ناخبيه أنه سيختار امرأة في مواجهة ترامب، في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وأكد مرارا أنه يفكر في اختيار مرشحة من أصل أفريقي.
وقال بايدن البالغ من العمر 77( عاما)، مساء الثلاثاء، على قناة “سي بي أس”، إن الأسبوعين الماضيين “زادا من الحاجة ومن الطابع الملح” لاختيار شخص “منسجم تماماً” مع توجهاته.
وأضاف الرجل الذي سيكون الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة إذا ما فاز بالرئاسة “أريد شخصاً قوياً وقادراً وجاهزاً لأن يكون رئيساً من اليوم الأول”.
وفي هذه الحملة الرئاسية غير العادية والتي عرقلها وباء كورونا، ومن ثم وفاة جورج فلويد، ليس من المستبعد أن يؤثر حدث آخر غير متوقع على اختياره الذي ينوي الكشف عنه في الأول من أغسطس/آب القادم.
ولكن في الوقت الحالي، يقول كايل كونديك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا، “لدى جو بايدن أسباب عديدة لاختيار مرشحة سوداء”.