خبراء: زيارة السراج لتركيا استدعاء “مهين” لتلقي الأوامر
متابعة – اميرة قاسم
جاء خبر زيارة فايز السراج رئيس ما يعرف بـ”حكومة الوفاق” غير الدستورية، إلى تركيا غدا الخميس، مصحوبا بانتقادات وتكهنات حول الأهداف الحقيقية لهذه الزيارة، والتي اعتبرها مراقبون خطوة لتجديد الولاء وتلقي التعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويرى المراقبون إلى أنه في ظل خسائر مليشيات السراج ومرتزقة أردوغان في المعارك على الأرض، إلى جانب تسارع الأحداث السياسية وما تبعها من تحولات دولية، سيكون لها انعكاساتها على الملف الليبي.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، قوله إن السراج سيزور العاصمة أنقرة، غدا الخميس.
بيدق العثمانيين الجدد
المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان، قال إن السراج تم استدعاؤه لـ”الباب العالي لإعادة ترتيب الأوراق من جديد، بعد احتدام التراشق الروسي الأمريكي على خلفية الأزمة الليبية”.
وأكد رشوان، على أن الزيارة “تعد استدعاء لتسليم السراج تعليمات وترتيبات المرحلة القادمة عسكريا وسياسيا”، موضحا أنه “بيدق بيد أردوغان و العثمانيين الجدد”.
وأضاف أن هناك “حزمة من الفرمانات التركية المعدة والتي سيتلقاها السراج ليلقيها على الليبيين في شكل تصريحات”.
ورجح أن تكون هذه التعليمات “الاستمرار في محاربة قوات الجيش الوطني الليبي، ووعد الميليشيات بالقلائد الذهبية والشهادة في سبيل الحور العين والتبشير بالعثمانية الجديدة في شمال أفريقيا”.
أداة للتسلية
أما الدكتور محمد الزبيدي استاذ القانون الدولي الليبي، فقد اتفق مع رشوان في الدور الحقيقي للسراج، بينما اختلف في الوصف قائلا إنه “مجرد أداة يستدعيها الباب العالي للتسلية بجلده والضحك عليه” حسب وصفه.
وأكد الزبيدي لـ”العين الإخبارية”، أن “السراج من الناحية العملية خارج المشهد منذ فترة، والأمر بيد ميليشيات مصراته بقيادة أحمد معيتيق نائب السراج وفتحي باشأغا وزير داخليته”.
وقال إنه بالنظر لاجتماع مجلس الأمن القومي التركي بقيادة أردوغان أمس الثلاثاء، لتدارس الموقف في طرابلس، فإن الزيارة ربما تهدف إلى ضخ المزيد من الخبراء العسكريين الأتراك والمرتزقة إلى البلاد، لذا لزم الترتيب هذه ا لخطوة.
وأوضح استاذ القانون الدولي الليبي، أن “الزيارة لا يمكن أن تقرأ الا في إطار التبعية الكاملة من فايز السراج، وأنها تأتي لتحقيق رغبة جديدة لأردوغان على غرار الاتفاقات الأمنية والبحرية المشبوهة السابقة”.
بريمر ليبيا
المحلل السياسي الليبي البارز عز الدين عقيل، وصف السراج بأنه “بريمر ليبيا”، ويزور تركيا لتقديم الولاء والطاعة على حساب الشعب والجيش الليبي.
وبول بريمر هو عسكري أمريكي عينته بلاده حاكما على العراق بعد احتلاله عام 2003.
وعبر عقيل في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، عن أسفه من هذا الدور الذي يلعبه السراج ضد ليبيا “التي يحمل جنسيتها بينما يحمل جينات المحتلين لبلاده”.
أما المحلل السياسي الليبي جمال شلوف قال إن الزيارة تأتي مع بدء المفاوضات 5+5 العسكرية عبر الدوائر المغلقة اليوم الأربعاء، مرجحا أن تكون لإطلاع أردوغان على تفاصيلها وأخذ التوجيهات بخصوصها.
بدوره، قال حسين مفتاح الصحفي والباحث السياسي الليبي، إن زيارة السراج إلى أنقرة في هذا التوقيت “تؤكد استمرار نهج تبعية حكومة الوفاق إلى تركيا، لطلب المزيد من الدعم العسكري والسياسي في حال تمكنت الضغوط الدولية من إعادة الأطراف للحوار من جديد”.
وأوضح مفتاح في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن “إعلان الزيارة من جانب تركيا، يشير إلى أن السراج سيتلقى المزيد من الأوامر، خصوصا بعد تسلم تركيا قيادة عمليات المليشيات في طرابلس ضد الجيش”.
ونوه إلى أن “الزيارة ستحمل مطالبات من قبل السراج لدعم إضافي، وتعليمات جديدة من قبل سلطات أنقرة، والنتيجة ستكون على حساب الوصول إلى حل للأزمة الليبية”.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، أمس الثلاثاء، قبول الأطراف الليبية استئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 المنبثقة عن مؤتمر برلين 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
ورحبت البعثة بقبول كل من “الجيش الليبي” وحكومة السراج بطرابلس، استئناف مباحثات وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية المرتبطة بها بناءً على مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة على الطرفين خلال محادثات اللجنة في 23 فبراير الماضي.
يأتي ذلك في حين، لم يصدر بيان عن أي من الجيش أو حكومة السراج يؤكد العودة إلى المفاوضات، وسط تصاعد وتيرة الاشتباكات منذ الأسبوع الماضي التي كان آخرها سيطرة الجيش على مدينة الأصابعة.