بقلم المستشار
بهاء الدين أبو شقه رئيس حزب الوفد
التناحر السياسى في الانتخابات المقبلة مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يجوز بأي حال من الأحوال؛ لأنه يجب علي الجميع أن يدرك أن الاستحقاقات الدستورية تحتاج إلى توافق متعدد التيارات المدنية ويحقق الأهداف التي قامت من أجلها ثورة ٣٠ يونيه, وهذا لا يتحقق أبداً لو كان هناك تناحر سياسى. ولذلك نري أن يكون هناك تجمع وطني يضم القائمة والفردي في بوتقة واحدة من أجل أن نضمن برلماناً توافقياً يليق بطبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد ويتناسب مع الظرف التاريخي بعد الثورة العظيمة التي قام بها الشعب المصري، في ظل مهام جسيمة تنتظرها البلاد.
هذا التجمع الوطني الذي نقصده لا يمكن أن يكون لو كان هناك تناحر أو اختلافات سياسية، بل إنه يحتاج إلى تعاضد وتكاتف شديد من كل الأحزاب والقوى الوطنية والسياسية بعيدا عن أي فرقة أو خلاف. وهذا التجمع الوطني الذي نعنيه يجب أن يكون تحت مظلة حزبية من أجل تفعيل الدستور، الذي يدعو إلي التعددية الحزبية. المادة الخامسة من الدستور تدعو إلي التعددية وتداول السلطة. ولن يحدث هذا دون وجود أحزاب سياسية فاعلة ومؤثرة قادرة علي القيام بهذه المهمة الجليلة.
من هنا نبهنا إلى خطورة المال السياسي الذي يستخدمه المستقلون، ولا يجوز أن تكون لهؤلاء الغلبة في البرلمان القادم، لأن في ذلك تعطيلاً للدستور وإجحافاً بحق الأحزاب السياسية التي لها حق تداول السلطة، نحن بحاجة شديدة وأساسية إلي تجمع وطني من الأحزاب السياسية، بعيدا عن أي تناحر أو خلاف من أجل خوض الانتخابات التي بتنا علي وشك طرق أبوابها.
وكلنا يعلم أن الأحزاب لها برامج وأمامها مسئوليات جسيمة وسيحاسبها الشعب في حالة أي تقصير. ولديها رؤية لكافة القضايا التي تشغل الناس في كافة المجالات. وهذا ما يجب أن يكون. وبخلاف ذلك نكون قد أخطأنا في حق أنفسنا وهذا الشعب العظيم صاحب أعظم ثورة شهدتها البشرية.
«وللحديث بقية»