نشهد كل عام شهر رمضان الكريم، وهو شهر الصوم والخير واليمن والبركات والرحمات، شهر قراءة القرآن والقرب من الله وضبط النفس والسيطرة علي الشهوات، شهر كريم يحمل العديد من الروحانيات، وصلاة التراويح والتهجد والزكاة وموائد الرحمن وإفطار الصائمين والتعبد، ولكن هناك من يعكر صفو هذا الشهر الكريم، وهي حرب الدراما التلفزيونية والتي تشهدها الفضائيات المصرية من تسابق وتنافس في عرض الكثير من المسلسلات الدرامية في نهار رمضان ووقت الإفطار وبعد صلاة التراويح وفي مطلع الفجر، كأنها حرب نفسية للإلهاء عن العبادة والتقرب من الله وتشتيت العقل للبعد عن الخير والتفكير المستمر فيما يعرض علي الشاشات، ليست المشكلة فقط في عرض المسلسلات والدراما التلفزيونية والبرامج الغير هادفة، ولكن الكارثة الكبري في عرض محتوى غير هادف غير لائق بطقوس هذا الشهر الكريم والذي أعتدنا عليه قديماً في عرض قصص الأنبياء وبرامج دينية ومسلسلات هادفة، ولكن ما يعرض الآن هو ابتزال وترخيص من قيمه المحتوى الإعلامي، وذلك بعرض مشاهد رقص وعُري وشرب خمور والكثير من مشاهد العنف والبلطجة والأفكار السلبية والشر وتجارة المخدرات والسلاح والثراء الفاحش، وكأنها تصوير لأفكار لتسطيح العقول لا لتهذيبها، والمبهج في الحقيقة هي أن آراء الجمهور اختلفت واستطاعت تقديم النقد للمحتوى المقدم مما جعل رئيس مجلس الوزارء يتخذ بعض الإجراءات والنظر فيما يعرض علي الشاشات التلفزيونية، وإشراف بعض الهيئات على المحتوى الاعلامي والدامي مثل الهيئة الوطنية للإعلام والمجلس الأعلى للثقافة ومجموعه من أساتذة الجامعات في مجال الإعلام والاجتماع وعلم النفس وذلك حرصاً علي إحترام المشاهد وتقديم محتوي إعلامي هادف ذو قيمة .