“لقد فعلتُ ما بوسعي”

0 197

بقلم/ الإعلامية
زهراء محمد

اخبار مشابهة
1 من 50

لقد فعلت مابوسعي، حتى شاهدت وسعي ينهدم أمامي.
أنا التي أدركت أكثر من أي وقت مضى، أن من يحيا على حرمان غيره من الضوء يغرق نفسه في عتمة ضله،
فلم أكن يوماً الصديقة الوحيدة لأي شخص، لم أشعر أنني الخيار الأول والوحيد في حياة أحدهم ولو لمرة، لم أكن حلمآ لشخص يحبني، كنت دائماً شخصاً عابراً في حياة الجميع،
لا أعلم أأتسائل أألقي اللوم عليّ؟
أم على الذين زرعت في قلوبهم سنابل حب خضراء فحصدتها سنين عجاف،
حسنا سأعترف،
أظن أن لمزاجيتي دور في وحدتي، فلم يتحمل أحد تقلباتي المزاجية التي تدفعني كثيرآ إلي الإنهيار،
فجأة أشعر بالسعادة وفجأة بالحزن وفجأة باللا شيء،
أن لن أموت وحيدة، حتمآ ستقتلني مزاجيتي،
كما أنني إنسانة عاشقة للتفاصيل بأدق دقائقها تجذبني كثيرآ،
أكثر من الصورة الكلية لأي شيء، أبحث دائماً عن ما بين السطور، ما خلف الكلمات، أحاول أن ألمس الشعور المنبعث من قصيدة كتبها إغريقي وقع في حب عليسة، أحاول فهم التواصل الغير لفظي،
أحاول قراءة لغة الجسد، لغة العين، الإيماءات، النبرة،
لكن فالنهاية لكل شيء دور في حالتي هذه، فمن سيصدق أن حروبآ تدور بداخلك منذ زمن، وإن بصدرك مدناً إنهارت بالكامل وأنت مازلت لا تُظهر شيئا؟ فقد يكون أحياناً أن أقوى إنجازاتك بالحياة هو أنك مازلت بقواك العقلية ومازلت تتعامل بأخلاق، مع أنك محاط بكمية لا تحصى من الحمقى. أما بعد فإن الجانب المشرق يكمن في تربية قلبي،
هل أبدو لك كشخص ينتظر النجدة من أحد؟ لن أفني عمري وغبار وجهي باحثةً عن ما يسمى بالسند، أنا التي عودتُ قلبي على إحتضان نفسه بعد كل خيبة،
وعلمت يدي أن تسارع بإمساك الأخرى وتمنعها من السقوط،
أنا التي لم اسثمح لأي أُذن غير أُذني أن تعتاد على شكواي،
أنا حقآ مدينة بالشكر للظروف التي علمتني النجاة بنفسي بعد كل حرب أصارعها بأقل خسائر…
حقا لقد فعلت كل ما بوسعي…

اترك رد