ورقة عمل دور منظمات المجتمع المدني في رفع الوعي البيئي لدي المواطنين بأهم القضايا البيئية

0 125

ألقاها الخبير البيئي دكتور
“وائل محمد رضا” نائب رئيس جمعية مجلس علماء مصر بمؤتمر آليات تفعيل منظمات المجتمع المدني لمواجهة التغيرات المناخية بمقر الاتحاد الإقليمي للجمعيات والمؤسسات الأهلية بالقاهرة

اخبار مشابهة
1 من 281

تعتبر منظمات المجتمع المدني بأنواعها المختلفة من الأساليب المهمة لإعداد الشباب لما لها من تأثير واضح وكبير في نموهم في مختلف النواحي والمجالات ، وقد برزت أهمية منظمات المجتمع المدني في العمل علي تعديل الإتجاهات وغرس القيم الإيجابية في نفوس الشباب من خلال العمل الجماعي الموجه والعمل علي فهم وإدارك الإستراتيجية العامة للدولة نحو أفرادها وقضايا المجتمع .
كما أصبح لمنظمات المجتمع المدني دوراً كبيراً وهاماً في خدمة المجتمع ، وإمتدت أهميتها لتشمل النواحي البيئية والإقتصادية والعمرانية والصحية والإجتماعية والثقافية والترويحية ، ومن هذه الإسهامات التوعية بخطورة بعض السلوكيات الضارة التي تضر البيئة وتنظيم حملة من الشباب لتشجير بعض الطرق ومداخل القري وتنظيم معسكرات نظافة يشارك من خلالها الشباب بجهدهم في نظافة بيئتهم . وهي تشكل بيئة الفرد ؛ الأمر الذي يتطلب معه تنمية الشعور بالمسئولية تجاه مكونات هذه البيئة ، مما ينعكس علي حركة تقدم الفرد داخل البيئة ، بل وينهض بها بشكل متوازن وواع .
كما أدت التحولات الإقليمية والدولية التي شهدتها الدول العربية إلي زيادة الوعي بأهمية المجتمع المدني بمفهومه الواسع ، كل هذه التطورات أدت إلي ظهور منظمات أهلية جديدة تتبني دوراً تنموياً يدافع عن البيئة وحقوق الإنسان وغيرها من المواضيع المختلفة .
وهذه الدراسة تبحث في ( دور منظمات المجتمع المدني في حماية البيئة ) .
إستخدم الباحث منهج المسح الإجتماعي Social Survay عن طريق العينة نظراً لأن الدراسة تعد دراسة وصفية تحليلية ، هذا فضلاً عن الإعتماد علي المنهج التاريخي ، ومن خلال التعرف علي دور ونشأة وتطور منظمات المجتمع المدني في تفعيل المشاركة الإجتماعية للشباب في المجال البيئي .
وإنتهت الدراسة لعدد من النتائج الهامة منها : وجود بعض المعوقات أمام هذه الجهود التي تبذلها الجمعيات الأهلية التي تنعكس بدورها علي جهود القيادات الشبابية داخل الجمعيات في كل مجالات الأنشطة المقدمة .
وكذلك مجموعة من التوصيات الهامة مثل :

  1. ترجمة قيمة المشاركة الإجتماعية إلي برامج وأنشطة تتفق وطبيعة ومستوي نضج الشباب في سنوات العمر المختلفة .
  2. أهمية ضم القيادات الشبابية لمنظمات المجتمع المدني والإعتماد عليهم .
  3. بث القيم الإيجابية البناءة في المجتمع الشبابي كقيم العلم ، والتعاون ، والعطاء ، والمسئولية ، والمشاركة .
    إن الشباب هو مستقبل مصر، ورصيدها الذي يجب أن تحافظ عليه ، أملاً في حاضر زاهر ومستقبل واعد. ويمثل شباب مصر قاعدة عريضة من مجتمعنا حيث لا تنفصل قضاياه ومشكلاته عن قضايا المجتمع ، وإذا كانت هناك عقبات وصعاب تواجه أي عمل ، فإن التعامل مع النشء والشباب أكثر صعوبة وتحدياً ، لأن التعامل مع متغيرات السلوك الإنساني يحفل بالعديد من التحديات والمشكلات .
    وقضية المشاركة الإجتماعية للشباب في الجمعيات الأهلية تمتد جذورها في عمق التاريخ ، منذ الخليقة والناس يتعاونون معاً في خدمة مجتمعهم ومن أجل تحسين أوضاعهم المعيشية فالقضية ليست بحديثة ، وإنما قد زاد الإهتمام بها في الآونة الأخيرة نظراً لأهميتها ودورها البالغ في تنمية المجتمع المحلي ، وهذا الدور نتج عن التغيرات المحلية والعالمية التي طرأت علي مجتمعاتنا في الفترات الأخيرة والتي شهدت تزايداً لمصاعب الحياة والمشكلات التي تزيد من ضرورة المشاركة الإجتماعية .
    ولذلك فإن المجتمع المدني الأكثر نشاطاً وفاعلية ينبغي أن يكون قائماً علي فعل المشاركة والمبادرة. إن المجتمع المدني هو المجتمع الذي يشارك فيه الجميع من خلال منظور ورؤية نقدية لواقع المجتمع والحقوق الثقافية والإجتماعية والسياسية وللشباب دوراً فاعلاً ومتميزاً في تحقيق ذلك .
    ومن هنا فقد برزت فكرة دراسة الباحث في محاولة للتعرف علي دور منظمات المجتمع المدني في تفعيل المشاركة الإجتماعية للشباب في العمل البيئي .
    ولجمعيات الأهلية دوراً مهماً في تفعيل مشاركة الشباب في حل قضايا البيئة من خلال:
  • التوعية بتوفير بيئة سليمة هي حق للمواطن .
  • التوعية بأهمية البيئة النظيفة والحفاظ عليها .
  • التوعية بخطورة بعض السلوكيات الضارة التي تضر البيئة .
  • تنظيم حملة من الشباب لتشجير بعض الطرق ومداخل القري .
  • تنظيم معسكرات نظافة يشارك من خلالها الشباب بجهدهم في نظافة بيئتهم .
  • ردم البرك وتحويلها إلي مساحات خضراء .
  • تجميل بعض واجهات المنازل .
    معوقات عمل الجمعيات الأهلية :
    هذا وعلي الرغم من تلك الجهود التي تقدمها القيادات الشبابية داخل الجمعيات الأهلية في مجال الخدمات الإجتماعية وفي مجال حماية البيئة ، توضح الدراسة وجود بعض المعوقات أمام هذه الجهود التي تبذلها الجمعيات الأهلية التي تنعكس بدورها علي جهود القيادات الشبابية داخل الجمعيات في كل مجالات الأنشطة المقدمة .
    ويمكن رصد أهم المشكلات التي تواجه المنظمات غير الحكومية في مصر علي النحو الآتي :
    1) عدم ملائمة القوانين واللوائح والتشريعات الحالية التي ما زالت تحكم وتنظم عمل المنظمات غير الحكومية ونقص معرفة المنظمات بهذه القوانين واللوائح .
    2) نقص المهارات في مجموعة من المجالات اللازمة لأداء أنشطتها كتخطيط المشروعات وتحديد الإحتياجات ونظم المعلومات .
    3) قلة المعلومات المتاحة والمتداولة عن هذه المنظمات خاصة لدي الشباب .
    4) المشكلات المتعلقة بالقيادات حيث هناك بعض قيادات الجمعيات الأهلية ما زالوا في نفس مواقعهم منذ حوالي عشرين عاماً .
    5) إدارة المنظمات بأسلوب فردي، والتشاور محدود للغاية علي مستوي مجلس الإدارة وغير قائم علي مستوي الجمعية العمومية .
    6) عدم كفاية الموارد المالية ، حيث أن الإعانات الدورية التي تمنح للجمعيات لا تكاد تفي بالأغراض المنشود تحقيقها وأصبحت قيمتها لا تتناسب مع الإرتفاع الكبير في الأسعار .
اترك رد