شاهدت مسلسل فاتن أمل حربي وهو يناقش ظاهرة خطيرة جدا وهي محاكم الأسرة، والتي أُنشئت في عام 2004، وحدد القانون إختصاصها بالنظر في جميع قضايا الأحوال الشخصية، والتي تشمل الطلاق والنفقة والأجور، سواء بالنسبة للزوجة أو الأولاد أو الأقارب، وكذلك حضانة الأطفال، وما يحدث بها من مشاكل جمة بين الأزواج والزوجات والضحايا هم الأطفال . للأسف الشديد هناك كم هائل من القضايا مرفوعة أمام محاكم الأسرة، الأبطال فيها هم الأباء والأمهات، وجمهور المشاهدين هم أطفالهم وفلذات أكبادهم، وهم الوحيدون المجني عليهم، وللأسف الشديد هم من يضيعون في وسط هذه الحرب الطاحنة، التي تدور علي أشدها بين طرفي الصراع، وفي هذه الحرب ليس هناك منتصر، فالكل مهزوم سواء الزوج أو الزوجة، لأنهم نسوا في أتون تلك الحرب الشرسة أهم شئ يتنازعون عليه وهم أولادهم . فكل طرف من طرفي الصراع يحشد كافة أسلحته الهجومية ليحاول كسب المعركة بكافة الطرق والوسائل الممكنة وغير الممكنة، متناسين العشرة والأولاد وكل همهم فقط هو كسب المعركة وتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنتصار الزائف . للأسف الشديد لماذا يعتبر بعض الأزواج والزوجات أن الحياة بينهم هي حرب وسجال دائم ؟ الغرض من الزواج هو الرحمة والمحبة والعشرة الطيبة بين طرفي عقد الزواج، وهذا ما أمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف في قوله تعالي من سورة النساء آيه 19 ( وعاشروهن بالمعروف ) فالعشرة بالمعروف أو تسريح بإحسان . فنصيحة لطرفي النزاع في أتون الحرب وأشدها يخسر الجميع كل شئ بداية من أنفسهم وعمرهم وأولادهم ونقودهم ونهاية بحياتهم . الشئ الوحيد الذي ليس فيه مكسب وخسارة هو الحياة الزوجية، فهي قائمة علي المحبة والتعاون والرحمة والمعروف وإحسان كل طرف للآخر، ولا يخلوا أي بيت من بعض الخلافات الشخصية أحيانا، ولكن الشطارة والمهارة أن نتجنب المحاكم ويظل الخلاف محسورا داخل المنزل وليس خارجه . فأي خلاف بين الزوجين إذا كان داخل المنزل من الممكن السيطرة عليه وحله، أما إذا خرج الخلاف وإنتشر خارج المنزل فلن يتم حله بسهولة وستكون العواقب وخيمة علي الجميع دون إستثناء . وأخيرا وليس آخرا حافظوا علي بيوتكم وأولادكم من الإنهيار ومن الكسر لأنه إذا تم شرخ العلاقة الزوجية بدخول المحاكم فلن يتم إخراج أطفال أسوياء إلي الدنيا وسوف ينتج مجتمع مشوة . وفي النهاية تحية لصناع العمل الدرامي ( فاتن أمل حربي ) . حفظ الله مصر وشعبها والوطن العربي والعالم أجمع من كل سوء وشر.