العولمة وضرورة تطوير السياسة التعليمية

0 754

بقلم السيد أبو العزم

في بادئ الأمر بدت العولمة وكأنها مُوجَّهة نحو المال والاستهلاك، ولكن الواقع أكد أنها سلاح حقيقي موجه نحو “عقلية الإنسان” فهي غزو ثقافي بأكمله، لأنها موجهة إلى فكر الإنسان وثقافته بفضل حيازتها معرفة منظمة ووسائل فاعلة لنشر هذه المعرفة.

والشباب هم أكثر الشرائح الاجتماعية عُرضة لرياح العولمة نظرا لتأثرهم الشديد بالدعاية والإعلان، ولأنهم يمثلون نسبة كبيرة في المجتمع الحديث.

ولمواجهة تحديات العولمة فإن التعليم يتعين تطويره وتحديثه حتى نجد الأعداد الوفيرة من المتميزين وأصحاب المهارات العالية ذوي النظرة المستقبلية الشاملة القادرين على مجابهة المنافسة في العولمة.

إن جوهر الصراع العالمي هو سباق في تطوير التعليم وإن حقيقة التنافس الذي يجري في العالم هو تنافس تعليمي وعلى ضوئه سوف يعاد تصنيف الدول طبقًا لمستوى ونوعية تعليم أفراد كل دولة. ولا يمكن في ظل نظام عالمي جديد وفي ظل العولمة أن نقف بمعزل عن الآخرين.

ولا بد لنا أن نوفق بين هذا النظام العالمي الجديد وبين نظام تعليمي تقليدي يعاني نقص الاعتمادات ودعاوى الجمود.

اخبار مشابهة
1 من 50

إن ثورة المعلومات والتكنولوجيا تفرض علينا أن نتحرك ونطور تعليمنا حتى نلحق بهذه الثورة وإلا فقدنا إرادتنا. ولا بد أن نهتم بالبعد المستقبلي القادر على التحليل العلمي للخيارات الموجودة على ساحة النظام العالمي الجديد.

فالبعد المستقبلي للتعليم يفرض علينا إعداد الخريج الذي يتناسب مع متطلبات هذا المستقبل وأن يكون الخريج ملِمًّا بالبعد العالمي.

“أن نفكر عالميَّا وننفذ محليًّا”

إن التحدي الذي نقابله هو تحدي العالمية، وهذا يحتاج إلى تعليم متطور لتأهيل شبابنا وعلمائنا لعالم تتسارع فيه المتغيرات بشكل غير مسبوق.

  “الإتقان والتفوق والتميز” ذلك هو الهدف المستقبلي للعملية التعليمية وهو الذي يضمن أمن ومستقبل مصر وإدخال البعد المستقبلي للعملية التعليمية في المناهج وأساليب التدريس يعتبر ضرورة قومية للتعامل مع عصر العولمة.

ولأستاذة الجامعات والمعلمين بالمدارس دور محوري في الاستفادة من إيجابيات العولمة وكذلك في رفع مستوى التعليم وكل ما يتصل به من بحوث وابتكارات وتطبيقات.

كما أن للأساتذة والمعلمين دور في طرح المفاهيم الأخلاقية حول سلبيات العولمة وما لها من تجاوزات عقائدية أو سلوكية تؤثر تأثيرا مباشرا على الفرد والمجتمع.

إن الأستاذ في الجامعة والمعلم في المدرسة هما خير معبر عن ضرورة تمسكنا بهويتنا الثقافية وقيمنا وعقائدنا وتاريخنا الحضاري بما يُمثِّلانِهِ من رمز وقدوة فيما يَبُثَّانِهِ  من معارف نظرية وتطبيقات عملية حول رؤيتهما تجاه العولمة وما يمكنهما تقديمه من حلول تنموية لمشكلات المجتمع.

ومن هنا يتضح أهمية الدور المحوري للأستاذ والمعلم. حيث إن تطوير التعليم في عصر العولمة ليس هدفًا في حد ذاته بل هو نواة لبناء حضارة علمية جديدة، واستيعاب لأحدث المنجزات وتحصيل المعارف، وهو قناة لمعايشة الأجيال الحالية مع المجتمع المعرفي الذي نسعى جميعا إلى تحقيقة من خلال التفاعل مع مفردات التحديث وإرساء منظومة تعليم جديدة تكون منطلقا لتطوير المجتمع في كافة القطاعات وإطارًا عامًّا لتأمين بقائنا على خريطة العالم المتقدم.

اترك رد