متابعة – سارة حسن
لم يصل إياد إلى مدرسته اليوم، ففي منتصف الطريق، قتله جنود الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد قرب البلدة القديمة في القدس المحتلة بعد تفريغ 10 رصاصات في صدره، لمجرد الشك بأنه يحمل سلاحا في يديه، لكنه لم يكن يملك سوى كيس من النفايات!
إياد خيري الحلاق، شاب فلسطيني من ذوي الاحتياجات الخاصة، من سكان حي وادي الجوز، كان يدرس في مدرسة “البكرية الصناعية” بالقدس المحتلة، أطلق الاحتلال عليه النار قرب باب الأسباط بدعوى الاشتباه، ولكنهم عن قرب لم يجدوا سوى جسد أعزل.
أي سلاح كان يحمله إياد وهو يعاني من مرض التوحد، وهو الشاب الوديع وحيد أبويه، المعروف بهدوئه الشديد وطيبة قلبه، ويعتاد سلوك هذا الطريق يوميا، ولكنه لن يصل إلى مدرسته بعد اليوم.
اغتيال الشاب الفلسطيني إياد الحلاق أثار موجة غضب عارمة داخل القدس وخارجها ضد ما وصفوه ب”جرائم إسرائيل” ضد المواطنين العزل في الأراضي المقدسة.
كعادتها، الشرطة الإسرائيلية عقب كل جريمة ترفض الإفراج عن تسجيلات التصوير، أو كاميرات المراقبة التي تفضح إرهابها أمام العالم وهو ما يشكل غطاء لعناصرها لمواصلة عمليات القتل العمد للأبرياء!
وتقدم نواب عرب بالكنيست، باقتراحات لحجب الثقة عن الحكومة الإسرائيلية ومحاكمة قتلة الشاب الفلسطيني؛ ردا على سلسلة الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
صغيرا كان أم كبيرا، سليما أو مريضا، شابا أم صبية، أو حتى من ذوي احتياجات خاصة.. بكل الأحوال قوات الغدر الإسرائيلي لا تفرق بين أحد منهم، الجبن هو المسيطر عليهم دائما.. وهذا الشاب إياد اغتيل حتى دون أن يعرف السبب.
ولكن صورته وهو واقف أمام الكاميرا يحمل وردة بين يديه، بقيت أثرا منه يذكر العالم بأن العدل سقط بالضربة القاضية على مداخل القدس حين استباحت إسرائيل دم الفلسطينيين بكل خسة وبرود.. ولكن ربك بالمرصاد.