حمدي عبدالعزيز يكتب “لانريد مزيداً من الشهداء”

0 264

لابد من الإلتفات الجاد والفعال من أعلي مستويات المسئولية السياسية عن إدارة مواجهة وباء الكرونا في مصر للتعامل مع ظاهرة ارتفاع نسبة الوفيات بين الطواقم الطبية في مستشفيات الحجر الصحي لمرضي الكورنا ، والتي ربما تكشف عن قصور حقيقي في طريقة إدارة المنظومة الطبية ، والتعامل مع حقيقة واقعها وممكاناتها.
وهو ما ينبغي الوقوف عليه ، وتداركه فوراً مع عدم التغاضي عن محاسبة المسئولين عن عدم توفير الحماية اللازمة للأطقم الطبية.
دعونا من التعامل السياسي السطحي المراوغ ، والإستعاضة عن التعامل العلمي مع المسألة بتصدير شعارات حماسية ملتهبة للتضليل مثل (الأطباء هم الجيش الأبيض) ، و(شهداء الجيش الأبيض) ، وغيرها من الشعارات التي تنطلق لمداعبة الحس الشعبوي ، في سياق يذكرنا بالمنهجية السياسية في إدارة أزمة نكسة يونيو 67 وطريقة التعامل معها.
دعونا من حكايات الجيش الأبيض والجيش الأخضر والجيش الأزرق ، ودعونا من الخطابات العاطفية الصاخبة التي تخلق بدورها إيقاعات إعلامية أعلي صخباً تغطي علي صوت الحقيقة بأكثر مما تدعم أو تساند.
هل سنظل علي مدي أعمار أجيالنا في هذا الحال؟
هل سنظل مستمرون في الإكتفاء بمعالجة مشاكلنا عبر البروبجندا السياسية والإعلامية المساندة للحكومات والسلطات والأنظمة ومولاتها ؟؟
الطبيعي والعلمي أننا بصدد قضية طواقم مهنية تعيش ظروف عمل إستثنائية صعبة ينبغي علي صاحب القرار العمل علي تحسين شروط آداء هذه الطواقم لعملها ، والحد بأكبر الإمكانات العلمية من المخاطر التي تصاحب ظروف عمل هذه الطواقم ، والحفاظ علي حياة أفرادها حماية لقوي عمل أساسية لاغني عنها في حماية حياة مجتمع بأسره تتعرض حياة أبناءه للحظة شديدة الخطورة بفعل مخاطر الوباء الذي نواجهه الآن.
الطبيعي والعلمي هو ألا يكون هناك مزيد من الشهداء
وأن ننشد ذلك بصدق وأمانة.
والأفضل من عقلية تمني وطلب الشهادة أن نوفر كافة أساليب الحماية لجميع عناصر الطواقم الطبية بدءاً من العمال المساعدين والإداريين وصولاً إلي الأطباء مروراً بالممرضين .
وفي هذا السياق لابد من الإستماع إلي آراء وتوصيات نقابة الأطباء بوصفها النقابة المتخصصة مهنياً وعلمياً ، والأقدر علي إصدار الرأي العلمي المتخصص في قضية حماية جميع عناصر الطواقم الطبية ، أو في القضايا المتعلقة ببروتكولات المقاومة والعلاج للوباء.

اترك رد