ويسألونك… ماذا ينفقون ؟
وهبك الله الكثير من النعم و ما عليك الا أن تشكر نعمة الله برحمتك لغيرك …
ذكر الله تعالى كثيراً من آيات الإنفاق ليرشدنا إلى فضل الإنفاق والفوز بأجره فتجلي الله في أول آيات القرآن الكريم ليشير إلي الإنفاق والمنفقون
الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)
فقد جعل الله ذلك الكتاب لا شك فيه ويكون منهاجاً للمتقين الذين يؤمنون بعلم الغيب الذى انفرد به الله والذين أقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقهم الله ابتغاء ما عند الله ، فالمال مال الله يرزق به من يشاء من عباده ويجتبيه ليكون رسولاً للمحتاجين
) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( فأولئك رزقوا نور و استقامة من ربهم وأولئك وعدهم الله بالفلاح و استجابة ما طلبوا وهم الفائزون بجنة الخلد.
كما بين الله عز وجل أن الأعمال الصالحة يربيها وينميها لأصحابها كما ينمو الزرع
مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
و قال رسول الله صل الله عليه وسلم “كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها الي سبعمائه ضعف الي ما يشاء الله .
و ورد أن عمرو بن الجموح وكان شيخاً ذا مال أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أن لي مالا كثيرا فبماذا أتصدق ؟ وعلى من أنفق ؟
فجاء رد الله تعالى أن ما أنفقتم من أموالكم وتصدقتم به، فأنفقوه وتصدقوا به واجعلوه لآبائكم وأمهاتكم وأقربيكم، ولليتامى والمساكين وابن السبيل فإنكم ما تأتوا من خير وتصنعوه إليهم فإن الله به عليم، والله مُحْصيه لكم حتى يوفِّيَكم أجوركم ، ويجازي صاحبه عليه جزاءه في الآخرة ويثيبكم على ما أطعتموه بإحسانكم عليه.
في قوله تعالي : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)
فأوضح الله تعالي أن الإنفاق ولابد أن يتصف بالخير ( قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْر) و الخير هو الشئ الحسن النافع اي لا يتصدق بشئ لا نفع منه.
و من المهم أن نقتضي بالأيه الكريمة ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ )
فالبر من الله هو كرمه لنا يوم القيامة بدخول الجنة ولن ننال هذا البر حتي ننفق مما نهوي ونحب .
و أيضا من أهم صفات المنفق أن لا يلحق انفاقه بأذي بتباهيه وتفاخرا منه أنه صنع معروفا بمساعدته .
كما ذكر الله تعالي لنا في أياته الكريمة ” الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”
و كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا يدخل الجنة مدمن خمر ، ولا عاق لوالديه، ولا منان.
فإن تمسك مالك خير من أن تنفق ثم يتبعه منا و أذي للناس فلا يشترط أن تكون الصدقة مال فيمكن أن تتصدق ولو بالكلمة الطيبة أو بالدعاء لأخيك المسلم وتعظمها بالرحمه والمغفرة وستر منك عليه لما علمت من خلته وسوء حالته .
۞ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ
فاذا كنت لا تقدر علي الإنفاق من مالك أنفق من الكلم الطيب .
ولا تنسي أن الله غني عما تتصدق به ولكن الصدقة لنفسك فهي بركة لك في معاشك وأهلك وأبنائك وصحتك وعافيتك (داوو مرضاكم بالصدقة) فاللهم ارفع عنا البلاء والوباء
وهي أيضا تطهير للذنوب خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
وبين الله لنا في محكم آياته موقف المسلم من الانفاق
اخبار مشابهة