السؤال: بعد غَلقِ المساجدِ حاليًا في ظلِّ أزمةِ الوباءِ المنتشرِ حاليًا (فيروس كورونا)، هل يجوزُ لربِّ البيتِ أن يصلِّيَ بأهلِه التراويحَ في البيتِ قارئًا من المصحفِ
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
الجوابُ: الحمدُ لله، والصلاة والسلامُ على سيدنا رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبعدُ:
فنسألُ اللهَ أن يرفعَ الوباءَ والبلاءَ، وأن يُعجِّلَ بالفرجِ، ولتعلمْ أيها السائلُ الكريمُ أن صلاةَ التراويحِ سنةٌ مؤكدةٌ، حثَّ عليها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقولِه: «مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه» . رواه البخاري ومسلم.
وإذا تعذَّر إقامتُها في المساجدِ لمانعٍ كما هو الحالُ الآنَ في كثيرٍ من البلدانِ بسببِ الوباءِ المنتشر( فيروس كورونا)، فحينئذٍ تُصلَّى بالبيتِ.
ويجوزُ لك أن تُصليَها منفردًا أو جماعةً بأهل بيتِك، كما يجوزُ لك أن تقرأَ منَ المصحفِ خاصةً إذا لم تكن حافظًا للقرآنِ؛ فقد جاء في «الموسوعةِ الفقهيَّةِ» (33/57، 58): «ذهب الشافعيَّةُ والحنابلةُ إلى جوازِ القراءةِ منَ المصحفِ في الصلاةِ، قال الإمامُ أحمدُ: لا بأسَ أن يصلِّيَ بالناس القيامَ وهو ينظُرُ في المصحفِ، قيل لَه: الفريضة؟ قالَ: لم أسمَعْ فيها شيئًا.
وسُئِلَ الزُّهريُّ عن رجلٍ يقرأُ في رمضانَ في المصحفِ، فقالَ: «كان خيارُنا يقرؤونَ في المصاحفِ». والله أعلم.