متابعة – رضا السيد
يوما بعد آخر، تتساقط الأوراق وتنكشف حقائق الفساد القطري الذي ما ترك شيئا إلا وضع بصمته فيه، حتى كرة القدم، لعبة الفقراء، تلاعب بها ولوثها بأموال شعبه.
السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم، تنبأ بنقل مونديال 2022 من قطر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب اتهامات فساد واضحة.
منذ أيام، أعلن بلاتر بداية خريف المونديال القطري الذي يهدد باقتلاع الجذور لتتطاير وتنتقل إلى قارة أخرى، كانت أقرب كثيرا للفوز بالاستضافة قبل الإعلان عن النتيجة التي لم يتوقعها أحد.
رئيس “فيفا” السابق أشار إلى وجود ضغوط سياسية منحت قطر حق تنظيم المونديال الذي كان مقررا له الحضانة الأمريكية، لكن صحف أمريكية أخرى مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز نشرت صراحة اتهامات لقطر بدفع رشاوى للفوز بالتنظيم.
الأمر تطور سريعا في الأيام الأخيرة ودفع وزارة العدل الأمريكية للتدخل باتهام قطر بتقديم رشاوى لاثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية من الفيفا لبيع أصواتهما، هما نيكولا ليوز رئيس اتحاد أمريكا الجنوبية السابق، وريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي السابق.
وفي الوقت الذي تظن فيه قطر أن الأمور مستتبة وأن لا شيء يمكن أن يحرمها من تنظيم كأس العالم بعد عامين، تتحرك رياح عاصفة من الغرب لاقتلاع الحلم المشبوه دائما بالفساد والرشاوى منذ الدقيقة الأولى لإعلان مستضيف مونديال 2022.
الصندوق الأسود للفيفا وحامي أسراره في السنوات الماضية جوزيف بلاتر زاد من قوة العاصفة القادمة إلى قطر، بعدما ضم الحكومة الفرنسية إلى أطراف اللعبة التي حولت وجهة المونديال من أمريكا إلى الدوحة.
وبعد أن سقطت الكثير من الأوراق القطرية وتبعثرت في مهب الرياح، انتقل بلاتر إلى مرحلة متقدمة من كشف الفساد حول مونديال 2022، ليؤكد أن الأمر سيؤول في النهاية إلى نقل البطولة إلى أمريكا كما كان مقررا منذ البداية.
صحيفة “بيلد” الألمانية أبرزت تصريحات بلاتر التي أكد خلالها صراحة أن قطر تواجه خطرا جسيما بشأن سحب تنظيم المونديال.
وفي الوقت نفسه تقف قطر بلا حيلة بعد أن تنافس المسؤولون السابقون على كشف لعبة تنظيم مونديال 2022، ولا عليها سوى الانتظار حتى تأتي العاصفة وتسقط كل الأوراق، لتشاهد كأس العالم المقبل يغادر أراضيها قبل أن يصل.